الأب فرانسوا توما قسيس ايطالي دخل الرهبنة عام 1807 وانتقل إلى دمشق للخدمة في أديرتها، أديباً وراهب ً وطبيباً ماهراً أنقذ أهالي دمشق من وباء الجدري.
في يوم 5 شباط 1840 ذهب الأب توما إلى حارة اليهود في دمشق من أجل تطعيم ولد ضد الجدري واختفى الأب توما يومها ولم يخرج من حارة اليهود.
وقعت في ذلك اليوم جريمة هزت مدينة دمشق، فبعد عودته من زيارة الطفل المريض التقى الأب توما بصديقه داود هراري فدعاه هراري الى داره، دخل الأب توما وفي الدار وجد شقيقيّ داود هراري وعمه وشخصين اخرين.
وعندما دخل الأب توما احدى الغرف هجم عليه الجميع وقيدوه من قدميه ويديه ووضعوا منديلا على فمه وبعد غروب الشمس استدعوا حلاقاً يهودياً يدعى سليمان وأمروه بذبح القسيس فخاف سليمان وتردد، فما كان من داود هراري إلا أن اخذ السكين ونحر الضحية بنفسه ثم جاء اخوه هارون وأتم عملية الذبح وجمعوا الدم في وعاء ثم نقلوه الى قارورة كبيرة وسلموه الى الحاخام باشا يعقوب العنتابي، نظرا لحاجته للدم لاستعماله بفطير عيد "البوريم" الذي كان يصادف في 14 شباط. زعماء يهود الشام والعالم طبعاً نفوا هذه القصة نفياً قاطعاً وقالوا أن الاعترافات انتزعت من الشباب تحت التعذيب والضرب.
قضية الأب توما اثارت اهتمام العالم ولا تزال حتى اليوم موضوع نقاش حاد. في عام 1986 أصدر وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس كتاباً حول الموضوع بعنوان "فطير صهيون"، اثار هذا الكتاب حفيظة زعماء الطائفة اليهودية حول العالم وأدى الى احتجاج رسمي شديد اللهجة من وزير الخارجية الأميركي وقتها جورج شولتز. صدر عدة كتب في جميع اللغات عن مقتل الأب توما وأكثر من عمل تلفزيوني كان اخرهم مسلسل "ياسمين عتيق" للمخرج المثنى الصبح عام 2013، حيث لعب الفنان السوري جهاد سعد دور الأب توما الكابوتشي.